أدوية تسبب الفشل الكلوي. كيف تؤثر العقاقير على صحة الكلى وتزيد من خطر الفشل الكلوي؟

0 60

تلعب الأدوية دورًا حاسمًا في تحسين الصحة ومكافحة الأمراض المختلفة. ومع ذلك، يجب علينا أن نكون على دراية بأن هناك أدوية تسبب الفشل الكلوي  تلك الأدوية قد تأتي مع مخاطر محتملة وتؤثر سلبًا على أجهزة الجسم، ومن بين الأجهزة التي قد تتأثر بشكل كبير هي الكلى.

في هذا المقال، سنستكشف مجموعة متنوعة من الأدوية التي قد تكون محفوفة بالمخاطر والتي يمكن أن تسهم في تدهور وظيفة الكلى. سنلقي الضوء على التأثيرات السلبية لهذه الأدوية على صحة الكلى والعوامل التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للتأثيرات الضارة للأدوية على هذا الجانب الحيوي من الجسم.

سنستعرض الأدوية الشائعة والتي قد تسبب التأثيرات السلبية على الكلى، وسنسلط الضوء على كيفية تقليل

أدوية تسبب الفشل الكلوي
أدوية تسبب الفشل الكلوي

قائمة أدوية تسبب الفشل الكلوي

تُعتبر الكلى من أهم الأعضاء في جسم الإنسان؛ إذ تقوم بمهمة تصفية الفضلات وتنظيم مستويات السوائل والمعادن في الجسم. ومع ذلك،

هناك مجموعة من الأدوية التي قد تؤثر على وظيفة الكلى وتزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل فشل الكلى وهي كالتالي.

اقرا المذيد حول:الكلي: أعضاء حيوية تحمي وتنقي – هيكلها ووظيفتها الأساسية

مسكنات الألم

مسكنات الألم هي فئة من الأدوية تستخدم لتخفيف الألم المتنوع، سواء كان الألم ناتجًا عن إصابات، أو عمليات جراحية، أو حالات صحية مزمنة مثل التهاب المفاصل أو الصداع. تتضمن مسكنات الألم مجموعة متنوعة من الأدوية، منها:

١. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): تشمل مثل هذه الأدوية الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، والتي تعمل عن طريق تقليل التهاب الأنسجة وتخفيف الألم. إلا أن استخدامها المفرط أو لفترات طويلة يمكن أن يسبب آثاراً جانبية على الكلى والجهاز الهضمي.

٢. أدوية الباراسيتامول (أسيتامينوفين): تُعتبر مسكنًا للألم وخافضًا للحرارة، وعادةً ما يُستخدم لتسكين آلام الصداع وآلام الجسم البسيطة. ومع ذلك، جرعات فوق الحد المسموح بها يمكن أن تؤثر على الكبد بشكل أساسي، وفي حالات نادرة قد تؤثر أيضًا على الكلى.

٣. المواد المخدرة (الأفيونية): مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون، وتعمل على تخفيف الألم بشكل فعال، لكن استخدامها لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى الإدمان والتسبب في مشاكل صحية خطيرة.

مثبطات مضخة البروتون

مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors أو PPIs) هي فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي مثل الحموضة الزائدة في المعدة وقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر.
تعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط إفراز حمض المعدة من خلال منع عمل إنزيم يسمى مضخة البروتون.

بعض أمثلة مشهورة على مثبطات مضخة البروتون تشمل:

  • أوميبرازول (Omeprazole)
  • لانسوبرازول (Lansoprazole)
  • إيسوميبرازول (Esomeprazole)
  • بانتوبرازول (Pantoprazole)
  • رابيبرازول (Rabeprazole)

على الرغم من فعاليتها في علاج مشاكل الهضم، إلا أن استخدام مثبطات مضخة البروتون لفترات طويلة أو بجرعات عالية قد يرتبط ببعض المخاطر والآثار الجانبية، بما في ذلك الآثار المحتملة على صحة الكلى.

بعض الدراسات أشارت إلى أن استخدام PPIs بشكل مطول قد يرتبط بزيادة خطر حدوث مشاكل في الكلى مثل التأثير على وظيفة الكلى وزيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي أو الحاجة إلى زراعة الكلى.

أدوية علاج ضغط الدم المرتفع

بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم قد تسبب تأثيرات جانبية على الكلى في بعض الحالات. يُشير البعض من الدراسات والأبحاث إلى أن بعض هذه أدوية تسبب الفشل الكلوي. أو تسبب تدهورا في وظيفة الكلى، لكن الأمر يعتمد على الحالة الصحية للفرد والجرعة المستخدمة. من بين هذه الأدوية:
  1. مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs): هذه الأدوية مثل لوسارتان وفالسارتان تُستخدم لخفض ضغط الدم عن طريق توسيع الأوعية الدموية. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تسبب ARBs ارتفاعًا في مستويات البوتاسيوم في الدم، مما قد يؤثر على وظيفة الكلى.
  2. مثبطات محول الأنجيوتنسين (ACE inhibitors): مثل إنالابريل وليسينوبريل، وهي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وتقليل إنتاج هرمون الأنجيوتنسين II. استخدامها الطويل الأمد قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الكلى.
  3. مدرات البول (Diuretics): تُستخدم لزيادة إفراز السوائل والأملاح عبر البول، وفي بعض الحالات قد يؤثر استخدامها على وظيفة الكلى.
  4. بعض مضادات الصفيحات (Calcium Channel Blockers): مثل الأملوديبين والنيفيديبين، قد تؤثر بعض أصنافها على الكلى في بعض الحالات.
أدوية الامساك هي فئة من الأدوية المصممة لزيادة تردد حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج. العديد من هذه الأدوية تعمل عن طريق تحفيز حركة الأمعاء أو زيادة الرطوبة في البراز لتسهيل عملية الإخراج. وعلى الرغم من أن العديد من أدوية الامساك يمكن أن تكون فعالة وآمنة للاستخدام القصير،
إلا أن استخدامها بشكل مفرط أو لفترات طويلة قد يكون لها تأثيرات جانبية على الجهاز الهضمي بما في ذلك الكلى.
  1. ملينات البروبيلين (Polyethylene glycol): هي ملينات تعمل عن طريق زيادة كمية الماء في الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج. استخدامها المفرط قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان السوائل والأملاح وبالتالي تأثيرات سلبية على الكلى.
  2. ملينات زيت السمك (Mineral oil): يمكن أن يستخدم للمساعدة في تليين البراز. الاستخدام الطويل الأمد لهذا النوع من الملينات قد يتسبب في امتصاص الفيتامينات الدهنية الذائبة في الماء وقد يؤثر على وظيفة الكلى.
  3. اللاكتيلوز (Lactulose): هو نوع آخر من الملينات يعمل عن طريق زيادة الرطوبة في البراز. استخدامه لفترات طويلة قد يؤدي إلى تغيرات في التوازن الكهربائي في الجسم وتأثيرات سلبية على الكلى.

المضادات الحيوية (Antibiotics)

بعض المضادات الحيوية يُعتقد أنها يمكن أن تسبب ضررًا للكلى عند استخدامها بشكل مفرط أو في حالات معينة. تحدث الآثار الجانبية على الكلى بسبب تراكم الدواء في الجسم أو بسبب تأثيرات جانبية محتملة على الوظيفة الكلوية.

من بين المضادات الحيوية التي يمكن أن تسبب مشاكل في الكلى في بعض الحالات:

  1. فانكومايسين (Vancomycin): يستخدم عادة لعلاج العدوى البكتيرية الحادة. يمكن أن يكون له تأثير على الكلى خصوصًا عندما تكون الجرعات مرتفعة أو عندما يتم استخدامها لفترات طويلة.
  2. أمينوغليكوزيدات (Aminoglycosides): مثل الجنتاميسين والتوبراميسين، يُستخدم هذا النوع من المضادات الحيوية لعلاج العدوى الشديدة. يمكن أن يكون له تأثير مسموم على الكلى عند استخدام جرعات عالية أو عند استخدامه لفترات طويلة.
  3. كليندامايسين (Clindamycin): يمكن أن يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى زيادة في الأعراض الكلوية مثل زيادة في مستويات النيتروجين اليوريك في الدم.
  4. تتراسيكلين (Tetracycline): قد تؤدي في حالات نادرة إلى تغيرات في وظيفة الكلى، ولكن هذا الأثر نادر الحدوث.

الأدوية المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)

بعض الأدوية المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) قد تؤثر على وظيفة الكلى في بعض الحالات.
ومن الجدير بالذكر أن تأثيرات هذه الأدوية على الكلى يمكن أن تختلف من شخص لآخر وتعتمد على الحالة الصحية للفرد والجرعة المستخدمة.

الأدوية التي يُعتقد أنها قد تؤدي إلى مشاكل في الكلى عند بعض المرضى المعرضين للفشل الكلوي تشمل:

  1. تينوفوفير (Tenofovir): يُستخدم عادة في شكل Tenofovir Disoproxil Fumarate (TDF) أو Tenofovir Alafenamide (TAF) كجزء من العلاج المضاد للفيروسات.
  2. أتازانافير (Atazanavir): وهو من مجموعة مثبطات البروتياز (PIs)، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تأثيرات سلبية على وظيفة الكلى.
  3. دارونافيرينوفير (Darunavir): وهو أيضًا من مجموعة مثبطات البروتياز (PIs)، قد يكون له تأثير على وظيفة الكلى في بعض الحالات.
  4. ريتونافير (Ritonavir): وهو عادة يُستخدم كعامل مساعد مع العديد من مثبطات البروتياز الأخرى، ولكن قد يؤدي أحيانًا إلى تأثيرات سلبية على وظيفة الكلى.
  5. بيكتيجرافير (Bictegravir): جزء من تركيبة دوائية تُستخدم في علاج فيروس نقص المناعة البشرية، ولكن قد يكون له تأثيرات جانبية على الكلى في بعض الحالات.

الادوية المخدرة والمسببة للادمان

بعض العقاقيرالمخدرة و المسببة للإدمان التي يُعتقد أنها يمكن أن تؤثر على الكلى عند الاستخدام المفرط تشمل:

  1. الهيروين: استخدام الهيروين بشكل متكرر ومفرط قد يسبب ضررًا شديدًا للكلى وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
  2. الميثامفيتامين (ميث، الكريستال، الإمفيتامين): استخدام هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم وتضرر الأوعية الدموية، مما يؤثر سلبًا على وظيفة الكلى.
  3. الكوكايين: قد يسبب الكوكايين ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم ويزيد من خطر حدوث تجلطات دموية وضرر للأوعية الدموية الكلوية.
  4. المواد المسكنة (الأفيونات): مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون، يمكن أن تؤثر على وظيفة الكلى خاصة عند استخدامها بشكل مفرط.
  5. مشتقات الترامادول: قد تسبب هذه العقاقير مشاكل في وظيفة الكلى عند استخدامها بشكل غير مراقب.
عندما يتم استخدام بعض أدوية علاج السكري بشكل مفرط أو بطريقة غير صحيحة، فإنها قد تؤثر على وظيفة الكلى لدى بعض الأشخاص.
هناك بعض الأدوية المستخدمة في علاج السكري التي يُعتقد أنها قد تسبب تأثيرات جانبية على الكلى، ومنها:
  1. ميتفورمين (Metformin): هو من أكثر الأدوية استخدامًا في علاج السكري من النوع 2. على الرغم من ندرة حدوثه، إلا أن استخدام ميتفورمين بجرعات عالية أو لدى الأشخاص ذوي وظائف كلوية ضعيفة قد يزيد من خطر تطور حموضة اللاكتيك في الدم، وهو اضطراب خطير قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الكلى.
  2. مضادات الانزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) ومثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs): عادة ما تُستخدم هذه الفئة من الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأحيانًا لحماية الكلى في حالات السكري لكن في بعض الحالات، قد يحدث تدهور في وظيفة الكلى عند استخدامها بشكل مفرط أو لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل في الكلى.
  3. سولفونيل يوريا (Sulfonylureas): بعض الدراسات تشير إلى أن بعض السولفونيل يوريا قد تؤدي إلى تدهور وظيفة الكلى لدى بعض المرضى.
  4. أدوية الجليتازون (Thiazolidinediones): هذه الفئة من الأدوية أيضًا قد ترتبط بتأثيرات جانبية على الكلى في بعض الحالات.
في الختام تحتاج الأدوية التي قد تؤثر على الكلى إلى مراقبة دورية وتقييمات طبية مستمرة لضمان عدم حدوث أي تأثيرات جانبية ضارة. الإشراف الطبي المنتظم يساهم في تقييم وظيفة الكلى وتعديل الجرعات إذا لزم الأمر، مما يعزز سلامة استخدام الأدوية ويقلل من مخاطر الفشل الكلوي.

Add your first comment to this post